حاتم علي: أدفع ثمن موقفي من مسلسل نزار قباني

338

يغيب المخرج السوري حاتم علي عن خريطة الدراما السورية في عروضها الرمضانية بشكل لافت هذا العام، ففي السنوات الأخيرة غالباً ما كان يطلّ بعملين؛ تاريخي من نوع الإنتاج الضخم، ومعاصر تغلب عليه مسحة من الكوميديا الناعمة أحياناً، ومزاج رومانسي في أغلب الأحيان. لكنه يطل هذا العام بعمل معاصر وحيد مبرمج في آخر الليل في سما دبي وفي وقت ميت، حسب تعبيره، على الشاشة السورية. نسأل صاحب التغريبة الفلسطينية و ملوك الطوائف عن سر الغياب فيقول: هناك أسباب كثيرة، أولها أنني لم أستطع إنجاز سوى عمل معاصر واحد بعنوان على طول الأيام ، ولانشغالي في التحضير لفيلم محمد علي باشا لم نستطع إكمال الرباعية الأندلسية، وجزئها الرابع والأخير آخر أيام غرناطة . وثانياً جاءت برمجة هذا العمل في وقت ميت، وغير مناسب لأسباب خاصة بالسيدة ديانا جبور، مديرة التلفزيون السوري .

لا شك أن هذا الغياب كان أمراً مرهقاً للمخرج الذي حقق حضوراً استثنائياً لدى عرض التغريبة ، وقد بدا فعلاً في غاية النزق والتذمر، إلى حد التفكير ب هجرة درامية عن ملعبه السوري الأثير إلى ساحة أخرى تضعه في المكان الذي يستحقه، كساحة الدراما المصرية أو الخليجية. وهو يفسر كلامه بالقول: إن ما يجري على الساحة الفنية في سوريا يبدو مؤسفاً، ويدعو إلى التوقف والتأمل، وهو إن دلّ على شيء فإنما يدل على انعدام الضوابط، ويفصح عن رغبة البعض في إقصاء عدد من العاملين في هذه المهنة، خاصة إذا تسلّح البعض بسطوة المال والسياسة والمناصب، فأنا أذكر جيداً ما حدث مع المخرج هيثم حقي في المواسم الرمضانية الماضية من تهميش متعمد، هو جزء من تصفية حسابات قديمة، لاختلاف في الرأي أو الهوى، وما يحدث الآن من قبل شريحة الإنتاج هذه هو جزء من ذلك، ويبدو أننا جميعاً مدعوون لدفع مثل هذا الثمن . وحين نسأله التوضيح في ما يعنيه الكلام بالنسبة إلى تجربته الخاصة يشير: لم أكن أريد الحديث عن هذا الموضوع الخاص، ولكن ما جاء على لسان سمر شما، مديرة القناة الأولى في التلفزيون، استفزني، فهي تعلن أن توقيت العروض على القنوات السورية جاء بناء على تقييم لجنة شاهدت هذه الأعمال، وبالطبع لا أحد يعرف في الوسط الفني ماهية هذه اللجنة، ومن هم أولئك المختصون، سوى أنهم موظفون في التلفزيون السوري ويتبعون السيدة ديانا جبور، كما أنني أشكك في أن هذه اللجنة قد شاهدت هذه الأعمال أصلاً، فجزء كبير منها ما زال حتى اللحظة في عمليات المونتاج والميكساج، وربما التصوير. فأي معايير تلك التي خضعت لها هذه المسلسلات سوى معايير العلاقات الشخصية، والمصالح والتكتلات الفنية، والرغبة في إقصاء البعض، حتى لو أضر ذلك بمصالح التلفزيون العربي السوري نفسه. من الواضح أنني شخصياً، مع آخرين غيري، أدفع ثمن موقفي من مسلسل نزار قباني الذي أخرجه باسل الخطيب، زوج جبور .

ويختم حاتم علي حديثه بالتعليق على ورود اسمه في تصريحات المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية الأردني، في معرض حربه على المخرج السوري هيثم حقي، واعتبار الأخير مصاباً بما أسموه عقدة حاتم علي : فوجئت بزج اسمي في الخلاف القائم بين المخرج حقي، والمركز العربي للإنتاج، ولا أدري ما هو الهدف الخفي من وراء ذلك. وإذا كان ذلك سيسيء للزميل الأستاذ حقي، فإنه يسيء إليّ، وبالقدر نفسه. وبكل الأحوال، لا أظن أن هذا سيدّق إسفيناً بيني وبين حقي، أو أي من زملائي المخرجين السوريين، فأنا أكنّ الاحترام لهؤلاء، وبالأخص هيثم حقي الذي أعتبره أستاذي المباشر، والذي استفدت منه كثيراً، وله موقعه الهام في مسيرة الدراما السورية .

09/10/2006- (السفير)

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here